الهداية الخيرية في الطريقة النقشبندية
الحمد لله العلي الغفور، الكريم الشكور،وصلى الله وسلم على النور المرسل، والمسك الأطيب، سيدنا محمد، سيد العارفين، وإمام السالكين، وعلى آله الطاهرين، وصحبه المقربين، ومن سار على نهجهم بإخلاص ويقين.
أما بعد:
فالتصوف سلوك إلى الله على بصيرة، وترق في مدارج العبودية بحقيقة وسريرة،وأهله هم خاصة الله من خلقه، الذين صفت قلوبهم من كدر الغفلة، وخلصت نفوسهم من شوائب الحظوظ والعلل،ومن أعلاهم مسلكا، وأصفاهم طريقا، الطريقة النقشبندية العلية، المخصوصة بالذكر الخفي والتوجه النقي، التي تعاقب على حفظها أهل الله من أهل السر والصفاء، فبقيت بنفسها حية، وبنورها بهية، يهتدي بها من صدق في الطلب، ووفى بالعهد، وطرق الباب بالأدب.
وقد وقفت على رسالة لطيفة، رفيعة المقام، عذبة المورد، نقية التعبير، موسومة بـ «الهداية الخيرية في الطريقة النقشبندية»، تصنيف العارف بالله، الشيخ محمد أمين الكردي، قدس الله سره، فراق لي مضمونها، وراق لي أسلوبها، فأردت أن أخرجها في حلة جديدة، محققة النص، موثقة الأحاديث، مجلية المعاني، مضيئة المقاصد، لتكون زادا للسالكين، ونورا للمحبين، ومرشدا للطالبين، في دروب السلوك إلى رب العالمين.