النحو المیسر و شواھدہ القرآنیۃ یجمع بین النظریۃ و التطبیق از الدکتور عصام احمد بدر النجار

 النحو المیسر و شواھدہ القرآنیۃ یجمع بین النظریۃ و التطبیق
الدکتور عصام احمد بدر النجار

AL-NAHW-UL-MOYASIR-WA-SAWAHID-UL-QURANIYA-PDF-DOWNLOAD
AL-NAHW-UL-MOYASIR-WA-SAWAHID-UL-QURANIYA-PDF-DOWNLOAD


فقد قال الشيخ محمد الطنطاوي : إن علم النحو من أسمى العلوم قدرا، وأنفعها أثرًا، به يتثقف أود اللسان، ويسلس عنان البيان وقيمة المرء فيما تحت طي لسانه لا طيلسانه،

وبه يسلم الكتاب والسنة من عادية اللحن والتحريف وهما موئل الدين وذخيرة المسلمين، فكان تدوينه عملا مبرورا وسعيا في سبيل الدين مشكورا.

و به يستبين سبيل العلوم على تنوع مقاصدها، وتفاوق ثمارها، فإن الطالب لا يسلكها على هدى وبصيرة إلا إذا كان على جد من هذا العلم موفور على أن المتحادثين فى أى جزئية علمية إنما يعتمدان عليه في تحديد المعنى الذي يتحادثان بشأنه، فهو الذريعة لتقريب تفاهمهما، وأداة الحكم الصحيح بينهما ؛ قال ابن خلدون: ((إذ به يتبين أصول المقاصد بالدلالة فيعرف الفاعل من المفعول والمبتدأ من الخبر، ولولاه لجهل أصل الإفادة)).

وإن من يحاول إقامة الدليل على فضله بالبرهان كان كمن يتكلفه على إشراق الشمس وضياء النهار؛ فلذا قدر المؤرخون للنحويين جهودهم، ورفعوا لهم أعلام الحمد، وخلدوهم في صحائفهم بمداد التبجيل والتكريم. أهـ

وبرغم هذه الجهود العظيمة للنحاة فإن جميع البلاد العربية اليوم - كما يقول الدكتور شوقي ضيف - تشكو مر الشكوى من أن الناشئة فيها لا تحسن النحو، أو بعبارة أخرى لا تحسن النطق بالعربية نطقا سليما، وكأنما أصيبت ألسنتها بشيء من الاعوجاج والانحراف جعلها لا تستطيع أداء العربية أداء صحيحًا. ونخطئ خطأ كبيرًا إذ ظننا أن شيئًا من ذلك أصاب ألسنة الناشئة في بلداننا العربية جعلها تعجز عن النطق السديد بالعربية، إنما مرجع هذا العجز أو القصور إلى النحو الذي يقدم إليها، والذي يرهقها بكثرة أبوابه وتفريعاته وأبنيته وصيغه الافتراضية التي لا تجري في الاستعمال اللغوي. وهو - مع ذلك - يغفل شطرًا كبيرًا من تصاريف العربية وأدواتها وصياغاتها، مما يجعل الناشئة لا تتبين كثيرًا من أوضاع اللغة واستعمالاتها الدقيقة.

والأمران جميعًا من قصور النحو التعليمي الذي يقدم للناشئة عن الإحاطة بصيغ العربية وأوضاعها ومن التوسع في صيغ  واستعمالات افتراضية يحفزان الهمم إلى تيسير النحو وتبسيطه ويتنادى كثيرون دعونا من هذا التبسيط والتيسير، كأن من يبغون ذلك يريدون إذا من الأمر أو نكرًا، وهم إنما يبغون الخير كل الخير حتى تحسن الناشئة نطق العربية لغة القرآن الكريم الذي أتاح لها عزة وسلطانا على النفوس لا يماثله سلطان، فضلا عن أنها لغة العرب القومية التي لا يتم للعرب بدونها مجد أو كيان

إن تيسير النحو واجب حتمي. وسيظل هذا الواجب قائما في الحاضر والمستقبل كما كان في الماضى، بل لقد أصبح أكثر ضرورة وحاجة في وقتنا الحاضر لكثرة ما يتحمل أبناؤنا في تعلم اللغات الأجنبية وتعلم كثرة من العلوم الرياضية وغير الرياضية مما يئودها ويقصم منها الظهور .

وكان لزاما علينا أن نبعث فيهم حب العربية، وأنها لم تكن لغزا ولم تكن طلسما، ولم تكن شبحًا مخيفا، بل آيات بينات من اللسان العربي الشريف، مهد عزهم، ومصدر فخرهم، ومجد وطنهم.

ومن ثم كانت هذه المحاولة المتواضعة لعرض النحو بصورة مبسطة ميسرة سميناه ( النحو الميسر وشواهده القرآنية ) هو ميسر في أسلوبه غني في مادته ، فهو نهاية المقتصد وبداية المجتهد ، اعتمدنا في جمعه على أساتذتنا الذين علمونا أو تعلمنا عنهم أمثال الدكتور محمد عيد وأستاذنا الدكتور عبده الراجحي وأستاذنا الدكتور أبو الفتوح شريف وغيرهم من الأعلام في هذا الفن؛ وكنا عالة عليهم في ذلك .

وأخيرًا فهذا العمل هو قصارى جهدي، فما كان فيه من صواب فالفضل فيه الله وحده، وما كان فيه من عطب أو ذلل فمني ومن الشيطان.

وأسأل الله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم نافعا لمن أراد الاستفادة منه، وأن يوفقنا جميعًا لعلم نافع وعمل صالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

دكتور / عصام أحمد بدر

GET PDF

Post a Comment

Type Your Feedback